التجوية

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته, أهلاً و مرحباً بكم في أوّل درسٍ يتمّ وضعه في هذه المدوّنة, آملين لكم الفائدة, كما أننا نتمنّى أن تكتمل المدوّنة و تصبح مرجعاً لمن يريدها

فلنبدأ  الآن

 
التجوية هي(كما ذكرت في الكتاب): العمليّة التي تتفتّت أو تتحلّل بواستطها الموادّ الصخريّة بفعل عمليّات فيزيائيّة و كيميائيّة دون النقل. أي أنّ التجوية إمّا تحطيم للصخور و كسرها (عوامل فيزيائِيّة) أو تحلّل للصخور (عوامل كيميائيّة), و التجوية بفعل العوامل الفيزيائيّة تسمّى التجوية الميكانيكيّة, أما الأخرى فالتجوية الكيميائيّة, لكن في كلا الحالين تمّ تغيير شكل الصخر و لم يبقى كما كان سابقاً.


التجوية الميكانيكيّة


عوامل التجوية الميكانيكيّة هي ما يساهم بحصول التجوية الميكانيكيّة, و هي فيزيائيّة, و تنقسم إلى 6 عوامل هي:

تأثير الصقيع, الرياح, الماء, الجاذبيّة, النباتات و الحيوانات

تأثير الصقيع: يحصل عندما يتسرّب ماء إلى شقوق صخر ما ثمّ يتجمّد داخل هذه الشقوق فيكبر حجم الماء (لأنّه صار جليداً) لذا يسبب ضغط على الشقوق مسببا توسّعها, صورة للتوضيح:



الرياح: في المناطق التي تشتدّ فيها الريح, تكون محمّلة بكميّة كبيرة من الرمال,  إذا كانت أقوى قد تحمل الحصا معها, و عندما ترتطم هذه الحصيّات و الرمال الخشنة بالصخور الأخرى تسبب البري(النحت), و البري هو: نحت سطوح الصخر و تآكلها بفعل ميكانيكيّ لصخور أخرى أو لحبيبات الرمل, كما ذكر في الكتاب.

الماء: هل رأيت مرةً صخوراً مدوّرةً و ناعمةً؟, أتدري كيف حصلت هذه الصخرة على هذا الشكل؟; عندما كانت في المياه (بحر أو نهر) كانت تتقلب على أحجارٍ أخرى بفعل سرعة المياه الجارية في النهر و الأمواج في البحر, فبقيت تتآكل حتّى الآن , لذا هي نوعٌ آخر من أنواع البري(النحت), و بعد سنواتٍ طويلة أخذت هذه الصخور هذا الشكل الناعم.

الجاذبيّة: في بعض المناطق المرتفعة من الجبال يكون هناك مكان غير ثابت تماماً, فيأتي عليه يوماً تجذبه الجاذبيّة فيه فلا يستطيع مقاومتها فيهوى على الأرض فيتحطم, و هذا شكل من أشكال البري(النحت) لأنّه عندما وصل إلى الأرض بدأت الصخور تتزحلق على بعضها فأخذت تنحت بعضها بعضاً, و هذه الصخور التي سقطت من الأعلى تسمّى ركام السفوح.

النباتات: بكل بساطة, إذا أرادت النبتة مدّ جذورها في التربة فوجدت ما يعيقها (كالصخور) فإنها تفتّتها بإدخال جذورها في شقوقه و تبقى تنمو و تنمو, و الصخر يتفتت و تتوسع شقوقه أكثر فأكثر, و يمكن لها أن تحطّم صخراً برمّته!.

الحيوانات: يمكن للحيوانات أيضاً تجوية الصخور, إذ أن كل حيوان يحفر جحره في الأرض يساهم في تجوية الصخور, مثل ديدان الأرض و النمل و الخلد و الأرانب و الفئران....إلخ, و في بعض الأحيان قد تسبب بعض الحيوانات تجوية كيميائيّة.


التجوية الكيميائيّة 


 هي التجوية عبر عوامل كيميائيّة و يتم فيها تحلل الصخر كنتيجة للتفاعلات الكيميائيّة, و هي كالميكانيكيّة لها عوامل, و من أكثر العواملة الشائعة للتجوية الكيميائيّة: الماء, الأحماض الضعيفة و الهواء


الماء يتسبب في التجوية الكيميائيّة فعلى سبيل المثال: لو تعرّض صخر كالجرانيت للماء لمدّة طويلة قد تستعرق آلاف السنين فسوف يتحلل و ينتج عنه الرمل و الطين

 المطر الحمضي هو الأمطار و الثلوج التي تحتوي على تركيز عال من الأحماض, و المطر بطبيعته حمضيّ, لكن إذا زادت هذه الحموضة فسوف يصبح مطراً حمضيّا, و هذا المطر يسبب التجوية السريعة جداً للصخور, و يحصل المطر على حمضيّته من الهواء, فقد يصبح حمضيّاً بسبب احتراق وقود احفوري بكثرة, كالنفط و الفحم الحجري, و عندما يحترق هذا الوقود تنتج عنه غازات منها أكاسيد الكبريت و أكاسيد النيتروجين و أكاسيد الكربون, هذه المركّبات عندما تتحد مع الماء في الغلاف الجويّ تكوّن أحماضاً ثمّ تتساقط على الأرض ضمن مطر أو ثلج; يمكن أن تحتوي المياه الجوفيّة في بعض الأماكن على أحماض, و هذه الأحماض تحلل الحجر الجيري في باطن الأرض عبر تفاعلات كيميائيّة, و بمرور الزمن تنتج مظاهر جوفيّة كالكهوف و المغارات; كذا بعض الكائنات الحيّة كالأشنات تنتج أحماضاً تحلل الصخر ببطء, و الأشنات هي اتحاد بين فطر و طحلب, و بعد مرور الزمن يتحلل كل الصخر الذي تكوّنت عليه الأشنات.

الهواء يسبب التجوية الكيميائيّة أيضاً, حيث يتفاعل الأكسجين مع الحديد ليتكوّن الصدأ, و الماء ليس شرطاً لحصول الصدأ, و إنّما يسرّع هذه العمليّة, و هذا النوع من التفاعلات الكيميائيّة تسمّى الأكسدة.