بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
طبعاً تحدث التجوية بمعدّلات مختلفة على الصخور, فبالطبع لن تتجوّى الحصا بمعدّل تجوية جبل كامل!, لكن هل تدري ما الذي يلعب الدور في تحديد معدّل التجوية على صخرٍ ما؟ إنها قوّة الصخر (صلادته) و شكله و مكانه
قوّة الصخر, هل ترى الصخر الوحيد في الصورة إلى اليسار؟(اضغط على الصورة كي تبدو بحجم أكبر), لماذا هو موجودٌ هناك؟; في الواقع لقد كان هذا الصخر قديماً محاطاً بالصخور التي حوله, لكن بسبب عوامل التجوية, تآكلت الصخور التي بجانبه و بقي هو, هل تدري لماذا؟, لأنّه أقوى منها, أي أكثر صلادة منها, لذا تجوّت الصخور الأضعف و بقيت الأقوى قائمة, إذاً نستنتج أنّ التجوية تحدث أسرع في الصخور الضعيفة و أبطأ في الصخور القويّة.
شكل الصخور يلعب دوراً مهمّا من حيث سرعة تجوية الصخر, فالصخر ذا المساحة السطحيّة الكبيرة سوف يتجوّى أسرع, لأنّ العوامل التي يتعرّض لها سوف تكون أكثر, على سبيل المثال لدينا قطعتان صخريّتان نفس السمك لكن مساحة الأولى كمساحة أرض للبناء, و الأخرى كمساحة حصاة صغيرة, أيّهم سيتعرّض لعوامل التجوية أكثر؟; طبعاً الإجابة واضحة و هي القطعة الصخريّة ذات المساحة الكبيرة, لكن يوجد عامل آخر لتحديد سرعة التجوية, و هو حجم الصخر, لنقل أنّ لنا صخرة بحجم بيت, و صخرة أخرى بحجم الحصاة, فالصخرة الكبيرة سوف يكون فيها صخور في الخارج لم تتعرّض بعد للتجوية, إذ أن السطح الخارجي هو ما يتعرّض للتجوية, أمّا الحصاة فسرعان ما تتجوّى كاملةً, لذا نسبة المساحة السطحيّة للحجم هي سرعة تجوّي الصخرة, إذاً نسبة المساحة السطحيّة للصخر الصغير إلى حجمه أكبر من نسبة مساحة سطح الصخر الكبير إلى حجمه, لذلك يتجوّى الصخر الصغير أسرع.
موقع الصخر مهم في عمليّة التجوي, فقد تحدّث الدرس السابق عن أنّ الأكسدة (الصدأ) تزداد سرعة حدوثه بواسطة الماء, كذلك بوجود الجوّ الدافئ, لذا إذا كان الصخر المحتوي على الحديد في موقع رطب دافئ فسوف يتأكسد أسرع من الموضوع في الجوّ الجاف; كذلك لو ضربنا الجبل كمثال, فهو في الأعلى يتجوّى أسرع من الأسفل, لأن الرياح في الأعلى أشدّ و أقوى من الرياح في الأسفل, و ذلك بسبب أنّ المكان في الأعلى مكشوف على الرياح; كذلك درجة الحرارة, ففي الأماكن التي تكون شديدة الحرارة في الصيف و شديدة البرودة في الشتاء (كالصحاري) يحدث تأثير الصقيع الذي يتسبب في تجوية الصخور.
رائع
ردحذف